فصل في صفته رضي الله عنه
أخرج
ابن سعد والحاكم عن زر قال: خرجت مع أهل المدينة في يوم عيد فرأيت عمر يمشي حافياً
شيخاً أصلع آدم أعسر طوالا مشرفاً على الناس كأنه على دابة قال الواقدي: لا يعرف
عندنا أن عمر كان آدم إلا أن يكون رآه عام الرمادة فإنه كان تغير لونه حين أكل
الزيت.
وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أنه وصف عمر فقال: رجل أبيض تعلوه حمرة طوال
أصلع أشيب.
وأخرج عن عبيد بن عمير قال كان عمر يفوق الناس طولا.
وأخرج عن
سلمة بن الأكوع قال: كان عمر رجل أعسر يسر يعني يعتمد بيديه جميعاً.
وأخرج ابن
عساكر عن أبي رجاء العطاردي قال: كان عمر رجلا طويلا جسيماً أصلع شديد الصلع أبيض
شديد الحمرة في عارضيه خفة سبلته كبيرة وفي أطرافها صهبة.
وفي تاريخ ابن عساكر
من طرق أن أم عمر بن الخطاب حنتمة بنت هشام ابن المغيرة أخت أبي جهل بن هشام فكان
أبو جهل خاله.
فصل في خلافته رضي الله عنه
ولي
الخلافة بعهد من أبي بكر في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة قال الزهري: استخلف عمر يوم
توفي أبو بكر وهو يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة أخرجه الحاكم فقام
بالأمر أتم قيام وكثرت الفتوح في أيامه: ففي سنة أربع عشرة فتحت دمشق ما بين صلح
وعنوة وحمص وبعلبك صلحاً والبصرة والأبلة كلاهما عنوة.
وفيها جمع عمر بالناس على
صلاة التراويح قاله العسكري في الأوائل.
وفي سنة خمس عشرة فتحت الأردن كلها عنوة
إلا طبرية فإنها فتحت صلحاً وفيها كانت وقعة اليرموك والقادسية.
قال ابن جرير:
وفيها مصر سعد الكوفة وفيها فرض عمر الفروض ودون الدواوين وأعطى العطاء على
السابقة.
وفي سنة ست عشرة فتحت الأهواز والمدائن وأقام بها سعد الجمعة في إيوان
كسرى وهي أول جمعة جمعت بالعراق وذلك في صفر وفيها كانت وقعة جلولاء وهزم فيها
يزدجرد بن كسرى وتقهقر إلى الري وفيها فتحت تكريت وفيها سار عمر ففتح بيت المقدس
وخطب بالجباية خطبته المشهورة وفيها فتحت قنسرين عنوة وحلب وإنطاكية ومنبج صلحاً
وسروج عنوة وفيها فتحت قرقيسياء صلحاً وفي ربيع الأول كتب التاريخ من الهجرة بمشورة
علي.
وفي سنة سبع عشرة زاد عمر في المسجد النبوي وفيها كان القحط بالحجاز وسمى
عام الرمادة واستسقى عمر للناس بالعباس.
أخرج ابن سعد عن نيار الأسلمي أن عمر
لما خرج يستسقى خرج وعليه برد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عن ابن عون
قال: أخذ عمر بيد العباس ثم رفعها وقال: اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك أن تذهب عنا
المحل وأن تسقينا الغيث فلم يبرحوا حتى سقوا فأطبقت السماء عليهم أياماً وفيها فتحت
الأهواز صلحاً.
وفي سنة ثمان عشرة فتحت جنديسابور صلحاً وحلوان عنوة وفيها كان
طاعون عمواس وفيها فتحت الرها وسميساط عنوة وحران ونصيبين وطائفة من الجزيرة عنوة
وقيل صلحاً والموصل ونواحيها عنوة.
وفي سنة تسع عشرة فتحت قيسارية عنوة.
وفي
سنة عشرين فتحت مصر عنوة وقيل مصر كلها صلحا إلا الإسكندرية فعنوة وقال على بن
رباح: المغرب كله عنوة وفيها فتحت تستر وفيها هلك قيصر عظيم الروم وفيها أجلى عمر
اليهود عن خيبر وعن نجران وقسم خيبر ووادي القرى.
وفي سنة إحدى وعشرين فتحت
الإسكندرية عنوة ونهاوند ولم يكن للأعاجم بعدها جماعة وبرقة وغيرها.
وفي سنة
اثنتين وعشرين فتحت أذربيجان عنوة وقيل صلحاً والدينور عنوة وما سبذان عنوة وهمذان
عنوة وطرابلس المغرب والري وعسكر وقومس.
وفي سنة ثلاث وعشرين كان فتح كرمان
وسجستان ومكران من بلاد الجبل وأصبهان ونواحيها.
وفي آخرها كانت وفاة سيدنا عمر
رضي الله عنه بعد صدوره من الحج شهيداً قال سعيد بن المسيب لما نفر عمر من مني أناخ
بالأبطح ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء وقال اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت
رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل أخرجه
الحاكم.
وقال أبو صالح السمان: قال كعب الأحبار لعمر أجدك في التوراة تقتل
شهيداً قال وأني لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب؟.
وقال أسلم: قال عمر اللهم
ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك أخرجه البخاري.
وقال معدان بن
أبي طلحة: خطب عمر فقال: رأيت كأن ديكاً نقرني نقرة أو نقرتين وإني لا أراه إلا
حضور أجلي وإن قوما يأمروني أن استخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته فإن
عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو راض عنهم أخرجه الحاكم.
قال
الزهري: كان عمر رضي الله عنه لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة حتى كتب إليه
المغير بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غلاماً عنده جملة صنائع ويستأذنه أن يدخل
المدينة ويقول إن عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للناس إنه حداد نقاش نجار فأذن له
أن يرسله المدينة وضرب عليه المغيرة مائة درهم في الشهر فجاء إلى عمر يشتكي شدة
الخراج فقال ما خراجك بكثير فانصرف ساخطاً يتذمر فلبث عمر ليالي ثم دعاه فقال ألم
أخبر أنك تقول لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح فالتفت إلى عمر عابساً وقال لأصنعن لك
رحى يتحدث الناس بها فلما ولى قال عمر لأصحابه أو عدني العبد آنفاً ثم اشتمل أبو
لؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه فكمن بزاوية من زوايا المسجد في الغلس فلم
يزل هناك حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة فلما دنا منه طعنه ثلاث طعنات أخرجه ابن
سعد.
وقال عمرو بن ميمون الأنصاري: إن أبا لؤلؤة عبد المغيرة طعن عمر بخنجر له
رأسان وطعن معه اثني عشر رجلا مات منهم ستة فألقى عليه رجل من أهل العراق ثوباً
فلما اغتم فيه قتل نفسه.
وقال أبو رافع: كان أبو لؤلؤة عبد المغيرة يصنع الأرحاء
وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم فلقي عمر فقال: يا أمير المؤمنين إن
المغيرة قد أثقل علي فكلمه فقال: أحسن إلى مولاك ومن نية عمر أن يكلم المغيرة فيه
فغضب وقال يسع الناس كلهم عدله غيري وأضمر قتله واتخذ خنجراً وشحذه وسمه وكان عمر
يقول أقيموا صفوفكم قبل أن يكبر فجاء فقام حذاءه في الصف وضربه في كتفه وفي خاصرته
فسقط عمر وطعن ثلاثة عشر رجلا معه فمات منهم ستة وحمل عمر إلى أهله وكادت الشمس
تطلع فصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس بأقصر سورتين وأتى عمر بنبيذ فشربه فخرج من
جرحه فلم يتبين فسقوه لبناً فخرج من جرحه فقالوا لا بأس عليك فقال إن يكن بالقتل
بأس فقد قتلت فجعل الناس يثنون عليه ويقولون: كنت وكنت فقال أما والله وددت أني
خرجت منها كفافاً لا على ولا لي وأن صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلمت
لي وأثنى عليه ابن عباس فقال لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من هول المطلع
وقد جعلتها شورى في عثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وأمر صهيباً
أن يصلي بالناس وأجل الستة ثلاثاً أخرجه الحاكم.
وقال ابن عباس: كان أبو لؤلؤة
مجوسياً.
وقال
عمرو بن ميمون: قال عمر الحمد الله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام ثم قال
لابنه يا عبد الله أنظر ما على من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوها
فقال: إن وفى مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فاسأل في بني عدي فإن لم تف أموالهم
فاسأل في قريش أذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه فذهب
إليها فقالت كنت أريده تعنى المكان لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي فأتى عبد الله
فقال قد أذنت فحمد الله تعالى وقيل له أوص يا أمير المؤمنين واستخلف قال ما أرى
أحداً أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهو عنهم راض فسمى الستة وقال يشهد عبد الله بن عمر معهم وليس له من الأمر شيء فإن
أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك وإلا فليستعين به أيكم ما أمر فإني لم أعز له من عجز
ولا خيانة ثم قال: أوصى الخليفة من بعدي بتقوى الله وأوصيه بالمهاجرين والأنصار
وأوصيه بأهل الأمصار خيراً في مثل ذلك من الوصية فلما توفي خرجنا به نمشي فسلم عبد
الله بن عمر وقال عمر يستأذن فقالت عائشة أدخلوه فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه فلما
فرغوا من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف اجعلوا أمركم إلى
ثلاثة منكم فقال الزبير قد جعلت أمري إلى علي وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن
وقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان قال فخلا هؤلاء الثلاثة فقال عبد الرحمن أنا لا
أريدها فأيكما يبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في
نفسه وليحرص على صلاح الأمة فسكت الشيخان علي وعثمان فقال عبد الرحمن اجعلوه إلى
والله على لا آلوكم عن أفضلكم قالا نعم فخلا بعلي وقال لك من القدم في الإسلام
والقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت الله عليك لئن أمرتك لتعدلن
ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطعين قال: نعم ثم خلا بالآخر فقال له كذلك فلما أخذ
ميثاقهما بايع عثمان وبايعه علي.
وفي مسند أحمد عن عمر أنه قال: إن أدركني أجلى
وأبو عبيدة بن الجراح حتى استخلفته فإن سألني ربي قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول " إن لكل نبي أميناً وأميني أبو عبيدة بن الجراح " فإن أدركني أجلي وقد
توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل فإن سألني ربي لم استخلفته قلت: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول " إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة " وقد ماتا
في خلافته.
وفي المسند أيضاً عن أبي رافع أنه قيل لعمر عند موته في الاستخلاف
فقال: قد رأيت من أصحابي حرصاً سيئاً ولو أدركني أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه
لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيدة بن الجراح.
أصيب عمر يوم الأربعاء
لأربع بقين من ذي الحجة ودفن يوم الأحد مستهل المحرم الحرام وله ثلاث وستون سنة
وقيل ست وستون سنة وقيل إحدى وستون وقيل ستون ورجحه الواقدي وقيل: تسع وخمسون وقيل
خمس أو أربع وخمسون وصلى عليه صهيب في المسجد.
وفي تهذيب المزني كان نقش خاتم
عمر كفى بالموت واعظاً يا عمر.
وأخرج الطبراني عن طارق بن شهاب قال: قالت أم
أيمن يوم قتل عمر اليوم وهي الإسلام.
وأخرج عبد الرحمن بن يسار قال: شهدت موت
عمر بن الخطاب فانكسفت الشمس يومئذ رجاله ثقات.
فصل في أوليات عمر رضي الله عنه
قال
العسكري: هو أول من سمى أمير المؤمنين وأول من كتب التاريخ من الهجرة وأول من أتخذ
بيت المال وأول من سن قيام شهر رمضان وأول من عس بالليل وأول من عاقب على الهجاء
وأول من ضرب في الخمر ثمانين وأول من حرم المتعة وأول من نهى عن بيع أمهات الأولاد
وأول من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات وأول من أتخذ الديوان وأول من
فتح الفتوح ومسح السواد وأول من حمل الطعام من مصر في بحر أيلة إلى المدينة وأول من
أحتبس صدقة في الإسلام وأول من أعال الفرائض وأول من أخذ زكاة الخيل وأول من قال
أطال الله بقاءك قاله لعلي وأول من قال أيدك الله قاله لعلي هذا آخر ما ذكره
العسكري.
وقال النووي في تهذيبه: هو أول من اتخذ الدرة وكذا ذكره ابن سعد في
الطبقات قال: ولقد قيل بعده لدرة عمر أهيب من سيفكم قال وهو أول من استقضى القضاة
في الأمصار وأول من مصر الأمصار الكوفة والبصرة والجزيرة والشام ومصر
والموصل.
وأخرج
ابن عساكر عن إسماعيل بن زياد قال: مر علي بن أبي طالب على المساجد في رمضان وفيها
القناديل فقال: نور الله على عمر في قبره كما نور علينا في مساجدنا.
فصل: قال
ابن سعد اتخذ عمر دار الدقيق فجعل فيها الدقيق والسويق والتمر والزبيب وما يحتاج
إليه يعين به المنقطع ووضع فيما بين مكة والمدينة بالطريق ما يصلح من ينقطع به وهدم
المسجد النبوي وزاد فيه ووسعه وفرشه بالحصباء وهو الذي أخرج اليهود من الحجاز إلى
الشام وأخرج أهل نجران إلى الكوفة وهو الذي أخر مقام إبراهيم إلى موضعه اليوم وكان
ملصقاً بالبيت.
فصل في نبذ من أخباره وقضاياه
أخرج
العسكري في الأوائل والطبراني في الكبير والحاكم من طريق ابن شهاب أن عمر بن عبد
العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة: لأي شيء كان يكتب من خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في عهد أبي بكر ثم كان عمر كتب أولا من خليفة أبي بكر فمن أول
من كتب من أمير المؤمنين فقال حدثتني الشفاء وكانت من المهاجرات أن أبا بكر كان
يكتب من خليفة رسول الله وكان عمر يكتب من خليفة خليفة رسول الله حتى كتب عمر إلى
عامل العراق أن يبعث إليه رجلين جلدين يسألهما عن العراق وأهله فبعث إليه لبيد بن
ربيعة وعدي بن حاتم فقدما المدينة ودخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا استأذن
لنا على أمير المؤمنين فقال عمرو أنتما والله أصبتما اسمه فدخل عليه عمرو فقال
السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: ما بدا لك في هذا الاسم؟ لتخرجن مما قلت فأخبره
وقال أنت الأمير ونحن المؤمنون فجرى الكتاب بذلك من يومئذ.
وقال النووي في
تهذيبه: سماه بهذا الاسم عدي بن حاتم ولبيد بن ربيعة حين وفدا عليه من العراق وقيل
سماه به المغيرة بن شعبة وقيل إن عمر قال للناس أنتم المؤمنون وأنا أميركم فسمى
أمير المؤمنين وكان قبل ذلك يقال له خليفة خليفة رسول الله فعدلوا عن تلك العبارة
لطولها.
وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن قرة قال: كان يكتب من أبي بكر خليفة رسول
الله فلما كان عمر بن الخطاب أرادوا أن يقولوا: خليفة خليفة رسول الله قال عمر: هذا
يطول: قالوا: لا ولكنا أمرناك علينا فأنت أميرنا قال: نعم أنتم المؤمنون وأنا
أميركم فكتب أمير المؤمنين.
وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن المسيب قال: أول من
كتب التاريخ عمر بن الخطاب لسنتين ونصف من خلافته فكتب لست عشرة من الهجرة بمشورة
علي.
وأخرج السلفي في الطيوريات بسند صحيح عن ابن عمر عن عمر أنه أراد أن يكتب
السنن فاستخار الله شهراً فأصبح وقد عزم له ثم قال إني ذكرت قوماً كانوا قبلكم
كتبوا كتاباً فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله.
وأخرج ابن سعد عن شداد قال كان أول
كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر أن قال: اللهم إني شديد فليني وإني ضعيف فقوني
وإني بخيل فسخني.
وأخرج ابن سعد وسعيد بن منصور وغيرهما من طرق عن عمر أنه قال:
إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة وإلى اليتيم من ماله: إن أيسرت استعففت وإن
افتقرت أكلت بالمعروف فإن أيسرت قضيت.
وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أن عمر بن
الخطاب كان إذا احتاج أتى صاحب بيت المال فاستقرضه فربما أعسر فيأتيه صاحب بيت
المال يتقاضاه فيلزمه فيحتال له عمر وربما خرج عطاؤه فقضاه.
وأخرج ابن سعد عن
البراء بن معرور أن عمر خرج يوماً حتى أتى المنبر وكان قد اشتكى شكوى فنعت له العسل
وفي بيت المال عكة فقال: إن أذنتم لي فيها أخذتها وإلا فهي على حرام فأذنوا
له.
وأخرج عن سالم بن عبد الله أن عمر كان يدخل يده في دبرة البعير ويقول: إني
لخائف أن اسأل عما بك.
وأخرج عن ابن عمر قال: كان عمر إذا أراد أن ينهي الناس عن
شيء تقدم إلى أهله فقال لا أعلمن أحداً وقع في شيء مما نهيت عنه إلا أضعفت عليه
العقوبة.
وروينا من غير وجه أن عمر بن الخطاب خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة وكان
يفعل ذلك كثيراً إذ مر بامرأة من نساء العرب مغلقاً عليها بابها وهي تقول:
تطاول
هذا الليل تسري كواكبه ... وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه
فوالله لولا الله تخشى
عواقبه ... لزحزح من هذا السرير جوانبه
ولكنني أخشى رقيباً موكلا ... بأنفسنا لا
يفتر الدهر كاتبه
مخافة ربي والحياء يصدني ... وأكرم بعلي أن تنال
مراتبه
وأخرج
إلى عماله بالغزو أن لا يغيب أحداً أكثر من أربعة أشهر.
وأخرج ابن سعد عن زاذان
عن سلمان أن عمر قال له: أملك أنا أم خليفة؟ فقال له سلمان: إن أنت جبيت من أرض
المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة فاستعبر
عمر.
وأخرج عن سفيان بن أبي العرجاء قال: قال عمر بن الخطاب: والله ما ادري
أخليفة أنا أم ملك فإن كنت ملكاً فهذا أمر عظيم فقال قائل يا أمير المؤمنين إن
بينهما فرقاً قال: ما هو؟ قال الخليفة لا يأخذ إلا حقاً ولا يضعه إلا في حق وأنت
بحمد الله كذلك والملك يعسف الناس فيأخذ من هذا ويعطى هذا فسكت عمر.
وأخرج عن
ابن مسعود رضي الله عنه قال: ركب عمر فرساً فانكشف ثوبه عن فخذه فرأى أهل نجران
بفخذه شامة سوداء فقالوا هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا.
وأخرج عن
سعد الجاري أن كعب الأحبار قال لعمر: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم
تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم
القيامة.
وأخرج عن أبي معشر قال: حدثنا أشياخنا أن عمر قال: إن هذا الأمر لا
يصلح إلا بالشدة التي لا جبرية فيها وباللين الذي لا وهن فيه.
وأخرج ابن أبي
شيبة في المصنف عن حكيم بن عمير قال: كتب عمر ابن الخطاب ألا لا يجلدن أمير الجيش
ولا سرية أحداً ألحد حتى يطلع الدرب لئلا تحمله حمية الشيطان أن يلحق
بالكفار.
وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن الشعبي قال: كتب قيصر إلى عمر ابن
الخطاب: إن رسلي آتتني من قبلك فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليفة شيء من الشجر تخرج
مثل آذان الحمير ثم تنشق عن مثل اللؤلؤ ثم يخضر فيكون كالزمرد الأخضر ثم يحمر فيكون
كالياقوت الأحمر ثم يينع فينضج فيكون كأطيب فالوذج أكل ثم ييبس فيكون عصمة للمقيم
وزاداً للمسافر فإن تكن رسلي صدقتني فلا أدري هذه الشجرة إلا من شجر الجنة فكتب
إليه عمر من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم إن رسلك قد صدقوك هذه
الشجرة عندنا هي الشجرة التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها فأتق الله
ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله فإن " مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب " "
آل عمران: 59 " .
وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أن عمر أمر عماله فكتبوا أموالهم
منهم سعد ابن أبي وقاص فشاطرهم عمر في أموالهم فأخذ نصفاً وأعطاهم نصفاً.
وأخرج
عن الشعبي أن عمر كان إذا استعمل عاملا كتب ما له.
وأخرج عن أبي أمامة بن سهل بن
حنيف قال: مكث عمر زماناً لا يأكل من مال بيت المال شيئاً حتى دخلت عليه في ذلك
خصاصة فأرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشارهم فقال قد شغلت نفسي
في هذا الأمر فما يصلح لي منه فقال علي غداء وعشاء فأخذ بذلك عمر.
وأخرج عن ابن
عمر أن عمر حج سنة ثلاث وعشرين فأنفق في حجته ستة عشر ديناراً فقال يا عبد الله
أسرفنا في هذا المال.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن قتادة والشعبي قالا جاءت عمر
امرأة فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار فقال عمر لقد أحسنت الثناء على زوجك
فقال كعب بن سوار لقد شكت فقال عمر كيف قال تزعم أنه ليس لها من زوجها نصيب قال
فإذا قد فهمت ذلك فأقض بينهما فقال يا أمير المؤمنين أحل الله له من النساء أربعاً
فلها من كل أربعة أيام يوم ومن كل أربع ليال ليلة.
وأخرج عن ابن جريج قال:
أخبرني من أصدقه أن عمر بينما هو يطوف سمع امرأة تقول:
تطاول هذا الليل واسود
جانبه ... وأرقني أن لا خليل ألاعبه
فلولا حذار الله لا شيء مثله ... لزحزح من
هذا السرير جوانبه
فقال عمر: ما لك؟ قالت: أغزيت زوجي منذ أشهر وقد اشتقت إليه
قال أردت سوءاً؟ قالت: معاذ الله قل فاملكي عليك نفسك فإنما هو البريد إليه فبعث
إليه ثم دخل على حفصة فقال: إني سائلك عن أمر قد أهمني فأفرجيه عني كم تشتاق المرأة
إلى زوجها؟ فخفضت رأسها واستحيت قال فإن الله لا يستحي من الحق فأشارت بيدها ثلاثة
أشهر وإلا فأربعة أشهر فكتب عمر أن لا تحبس الجيوش فوق أربعة
أشهر.
وأخرج
عن جابر بن عبد الله أنه جاء إلى عمر يشكو إليه ما يلقى من النساء فقال عمر إنا
لنجد ذلك حتى إني لأريد الحاجة فتقول لي: ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر
إليهن فقال له عبد الله بن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم عليه السلام شكا إلى الله
خلق سارة فقيل له إنها خلقت من ضلع فألبسها على ما كان فيها ما لم تر عليها خربة في
دينها.
وأخرج عن عكرمة بن خالد قال دخل ابن لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجل ولبس
ثياباً حساناً فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه فقالت له حفصة: لم ضربته؟ قال: رأيته قد
أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرها إليه.
وأخرج عن معمر عن ليث بن أبي سليم أن عمر بن
الخطاب قال: لا تسموا الحكم ولا أبا الحكم فإن الله هو الحكم ولا تسموا الطريق
السكة.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الضحاك قال: قال أبو بكر والله لوددت
أني كنت شجرة إلى جنب الطريق فمر على بعير فأخذني فأدخلني فاه فلا كنى ثم ازدردني
ثم أخرجني بعراً ولم أكن بشراً فقال عمر يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم
حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء وبعضي
قديداً ثم أكلوني ولم أكن بشراً.
وأخرج ابن عساكر عن أبي البختري قال: كان عمر
بن الخطاب يخطب على المنبر فقام إليه الحسين بن علي رضي الله عنه فقال أنزل عن منبر
أبي فقال عمر: منبر أبيك لا منبر أبي من أمرك بهذا فقام علي فقال والله ما أمره
بهذا أحد أما لأوجعنك يا غدر فقال لا توجع ابن أخي فقد صدق منبر أبيه إسناده
صحيح.
وأخرج الخطيب في أدب الراوي عن مالك من طريقه عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كانا يتنازعان في
المسألة بينهما حتى يقول الناظر إنهما لا يجتمعان أبداً فما يفترقان إلا على أحسنه
وأجمله.
وأخرج ابن سعد عن الحسن قال: أول خطبة خطبها عمر حمد الله وأثنى عليه ثم
قال أما بعد فقد ابتليت بكم وابتليتم بي وخلفت فيكم بعد صاحبي فمن كان بحضرتنا
باشرناه بأنفسنا ومن غاب عنا وليناه أهل القوة والأمانة ومن يحسن نزده حسناً ومن
يسيئ نعاقبه ويغفر الله لنا ولكم.
وأخرج عن جبير بن الحويرث أن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه استشار المسلمين في تدوين الديوان فقال له علي: تقسم كل سنة ما اجتمع
إليك من مال ولا تمسك منه شيئاً وقال عثمان: أرى مالا كثيراً يسع الناس وإن لم
يحصوا حتى يعرف من أخذ ممن لم يأخذ خشيت أن يلتبس الأمر فقال له الوليد بن هشام ابن
المغيرة يا أمير المؤمنين قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديواناً وجندوا
جنوداً فدون ديواناً وجند جنوداً فأخذ بقوله فدعا عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل
وجبير بن مطعم وكانوا من نساب قريش فقال اكتبوا الناس على منازلهم فكتبوا فبدءوا
يبني هاشم ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه ثم عمر وقومه على الخلافة فلما نظر فيه عمر قال
ابدؤوا بقرابة النبي صلى الله عليه وسلم الأقرب فالأقرب حتى تضعوا عمر حيث وضعه
الله.
وأخرج عن سعيد بن المسيب قال: دون عمر الديوان في المحرم سنة
عشرين.
وأخرج عن الحسن قال: كتب عمر إلى حذيفة أن أعط الناس أعطيتهم وأرزاقهم
فكتب إليه: إنا قد فعلنا وبقى شيء كثير فكتب إليه عمر إنه فيئهم الذي أفاء الله
عليهم ليس هو لعمر ولا لآل عمر اقسمه بينهم.
وأخرج ابن سعد عن جبير بن مطعم قال:
بينما عمر واقف على جبال عرفة سمع رجلا يصرخ ويقول يا خليفة الله فسمعه رجل آخر وهم
يعتافون فقال: ما لك فك الله لهواتك فأقبلت على الرجل فصحت عليه فقال جبير: فإن
الغد واقف مع عمر على العقبة يرميها إذ جاءت حصاة عائرة ففتقت رأس عمر فقصدت فسمعت
رجلا من الجبل يقول أشعرت ورب الكعبة لا يقف عمر هذا الموقف بعد العام أبداً قال
جبير فإذا هو الذي صرخ فينا بالأمس فاشتد ذلك علي.
وأخرج عن عائشة رضي الله عنها
قالت: لما كان آخر حجة حجها عمر بأمهات المؤمنين إذ صدرنا من عرفة مررت بالمحصب
فسمعت رجلا على راحلته يقول أين كان عمر أمير المؤمنين فسمعت رجلا آخر يقول: هاهنا
كان أمير المؤمنين فأناخ راحلته ثم رفع عقيرته فقال:
عليك سلام من إمام وباركت
... يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما
قدمت بالأمس يسبق
قضيت
أموراً ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق
فلم يتحرك ذاك الراكب ولم
يدر من هو فكنا نتحدث أنه من الجن فقدم عمر من تلك الحجة فطعن بالخنجر
فمات.
وأخرج عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمر أنه قال: هذا الأمر في أهل بدر ما بقي
منهم أحد ثم في أهل أحد ما بقي منهم أحد وفي كذا وكذا وليس فيها لطليق ولا لولد
طليق ولا لمسلمة الفتح شيء.
وأخرج عن النخعي أن رجلا قال لعمر: ألا تستخلف عبد
الله بن عمر؟ فقال قاتلك الله والله ما أردت الله بهذا استخلف رجلا لم يحسن أن يطلق
امرأته؟ وأخرج عن شداد بن أوس عن كعب قال: كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا
عمر وإذا ذكرنا عمر ذكرناه وكان إلى جنبه نبي يوحى إليه فأوحى الله إلى النبي صلى
الله عليه وسلم أن يقول له: أعهد عهدك واكتب إلي وصيتك فإنك ميت إلى ثلاثة أيام
فأخبره النبي بذلك فلما كان اليوم الثالث وقع بين الجدار والسرير ثم جاء إلى ربه
فقال اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم وإذا اختلفت الأمور اتبعت هداك وكنت
وكنت فزد في عمري حتى يكبر طفلي وتربو أمتي فأوحى الله إلى النبي أنه قد قال كذا
وكذا وقد صدق وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ففي ذلك ما يكبر طفله وتربو أمته فلما
طعن عمر قال كعب: لئن سأل عمر ربه ليبقينه الله فأخبر بذلك عمر فقال: اللهم اقبضني
إليك غير عاجز ولا ملوم.
وأخرج عن سليمان بن يسار أن الجن ناحت على
عمر.
وأخرج الحاكم عن مالك بن دينار قال: سمع صوت بجبل تبالة حين قتل عمر رضي
الله عنه:
ليبك على الإسلام من كان باكياً ... فقد أوشكوا صرعى وما قدم
العهد
وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها ... وقد ملها من كان يوقن بالوعد
وأخرج ابن
أبي الدنيا عن يحيى بن أبي راشد البصري قال: قال عمر لابنه اقتصدوا في كفني فإنه إن
كان لي عند الله خيراً أبدلني ما هو خير منه وإن كنت على غير ذلك سلبني فأسرع
واقتصدوا في حفرتي فإنه إن كان لي عند الله خير أوسع لي فيها مد بصري وإن كنت على
غير ذلك ضيقها على حتى تختلف أضلاعي ولا تخرج معي امرأة ولا تزكوني بما ليس في فإن
الله هو أعلم بي فإذا خرجتم فأسرعوا في المشي فإنه إن كان لي عند الله خير قدمتموني
إلى ما هو خير لي وإن كنت على غير ذلك ألقيتم عن رقابكم شراً تحملونه.
فصل: أخرج
ابن عساكر عن ابن عباس أن العباس قال سألت الله حولا بعد ما مات عمر أن يرينيه في
المنام فرأيته بعد حول وهو يسلت العرق عن جبينه فقلت بأبي أنت وأمي يا أمير
المؤمنين ما شأنك فقال: هذا وإن فرغت وإن كاد عرش عمر ليهد لولا أني لقيت رءوفاً
رحيماً.
وأخرج أيضاً عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن عمرو بن العاص رأى عمر في
المنام فقال: كيف صنعت قال: متى فارقتكم قال: منذ اثنتي عشرة سنة قال إنما أنفلت
الآن من الحساب.
وأخرج ابن سعد عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: سمعت رجلا من
الأنصار يقول دعوت الله أن يريني عمر في المنام فرأيته بعد عشر سنين وهو يمسح العرق
عن جبينه فقلت: يا أمير المؤمنين ما فعلت قال: الآن فرغت ولولا رحمة ربي
لهلكت.
وأخرج الحاكم عن الشعبي قال: رثت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل عمر
فقالت:
عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي على الإمام الصليب
فجعتني المنون
بالفارس المع ... لم يوم الهياج والتأنيب
عصمة الدين والمعين على الده ... ر
وغيث الملهوف والمكروب
قل لأهل الضراء والبؤس: موتوا ... إذ سقتنا المنون كأس
شعوب
فصل فيمن مات من الصحابة في أيامه رضي الله عنهم
مات
في أيام عمر رضي الله عنه من الأعلام عتبة بن غزوان والعلاء ابن الحضرمي وقيس بن
السكن وأبو قحافة والد الصديق رضي الله عنه وسعد بن عبادة وسهيل بن عمرو وابن مكتوم
المؤذن وعياش بن أبي ربيعة وعبد الرحمن أخو الزبير بن العوام وقيس بن أبي صعصعة أحد
من جمع القرآن ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وأخوه أبو سفيان ومارية أم السيد
إبراهيم وأبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد ابن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة
والفضل بن العباس وأبو جندل ابن سهيل وأبو مالك الأشعري وصفوان بن المعطل وأبي بن
كعب وبلال المؤذن وأسيد بن الحضير والبراء بن مالك أخو أنس وزينب بنت جحش وعياض بن
غنم وأبو الهيثم بن التيهان وخالد بن الوليد والجارود سيد بني عبد القيس والنعمان
بن مقرن وقتادة بن النعمان والأقرع ابن حابس وسودة بنت زمعة وعويم بن ساعدة وغيلان
الثقفي وأبو محجن الثقفي وخلائق آخرون من الصحابة رضي الله عنهم
أجمعين.